الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

مازالت ذكراهم تراودني


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينتابني شعور غريب جدا عندما أتذكرهم ويقشعر بدني عندما تلوح أمامي صورهم وتهيج نفسي وتكاد تفيض عيوني بالدموع حزنا علي فراقهم فاللهم ارحمهم جميعا واسكنهم فسيح جناتك واجمعنا بهم يارب في جنات النعيم علي سرر متقابلين

أتذكر الدكتور أحمد_زوج خالتي_ أتذكره قبل وفاته وأتذكر كم كان هذا الرجل عظيما...أتذكر أحداث قليلة جدا من حياته ...أتذكر عندما توفي منذ سنوات عدة..لكن يؤلمني ذلك كثيرا ويؤلمني أكثر ما شاهدته من بكاء الناس وحزنهم علي فراقه فقد كان معروف بالخير بين الناس وأيضا معروف بحبه وتقديره لكل الناس فكان يحتل منزلة عظيمة في قلوبهم هذه المنزله نالها بأخلاقه العظيمة وايمانه القوي ...أتذكر عيادته التي لم تكن تخلوا من الناس حتي منزله وامام بيته كانت الناس تقبل عليه فقد كان ايضا طبيبا ماهرا وصاحب اخلاق عظيمة ..ومع ذلك عاني من قلة المال وكان يعيش في منزل قديم بل انه ليس ملكه ولكن لم يكن يظهر عليه سوي السعادة وغني النفس كان لا يأخذ مال من مريض محتاج او فقير او قريب او جار فكان يعالجهم مجانا...وفي يوم وفاته وجدت جارة لنا تبكي بشدة عليه فسألناها لماذا أجابت بأنه عمل لإبنتها عملية دون ان يأخذ اي مال منها ..فعلا كان قدوة حسنة بالإضافة الي انه كان نشيطا جدا في دعوته وكان يؤثرها علي عمله وعلي اي شيء فقد كانت تشغل حيز كبير من حياته بل تمثل كل كيانه فكان يكسب لذلك قلوب الناس ومحبتهم..فأسأل الله تعالي ان يجعل ذلك في ميزان حسناته


أتذكر شخصا اخر...أري صورته ماثلة أمامي لا تكاد تفارقني..ولا يمكنني ان اغمض عيني عنها...اراه معي في كل مكان...انه الأخ (عبدالله حمدان) هذا الاخ تعرفت عليه قبل دخولي الكلية وتقابلنا في الكلية لم تجمعنا ارحام ولم يجمعنا حب الدنيا انما جمعنا الحب في الله واجتمعنا علي طاعة الله..فلو كان حبي له لدنيا لما حزنت عليه كل هذا الحزن ...أتذكر هذا الأخ بإبتسامته المشرقة التي لم تفارق شفتيه سواء كان في لحظة سعادة او شقاء ...لم اجده يوما يبكي بل كل الوقت سعيدا..كنا معا العام الماضي نذاكر معا ونأكل معا ونمشي معا...حتي انتهت الدراسة..لكن مشيئة الله قضت بأن تنتهي تلك الاوقات وقضت بأن نفترق ..فحدث ما حدث وتوفي عبد الله ورحل عنا ...لكنه والله لم ولن يرحل ابدا من قلوبنا...ونسأل الله تعالي أن يجمعنا معا في مستقر رحمته انه ولي ذلك والقادر عليه


وأخيرا أتذكر زميلي حازم الذي رحل عنا العام الماضي ...أتذكره وهو يقول لي العام الماضي ...انا عاوزك تحول من كلية البيطري وتأتي معي كلية التمريض علشان لما نخلص نسافر معا ونجني المال...لكنه لم يكن يدري ان مشيئة الله سبقت كل هذه الاحلام وهذه الامنيات...ففي العام الماضي كان راجعا الي بيته مع اخوه في يوم وليس اي يوم بل كان يوم العيد وكان اخوه قد اشتري سيارة جديدة فبينما هم في طريقهم للمنزل حدث ما حدث وانقلبت السيارة في الماء خرج اخو حازم بسرعة من السيارة وخرج من الماء لكن حازم لم يخرج ...انها مشيئة الله....توفي حازم ...................رن هاتف منزله فأجابت والدته فإذا بالخبر يصدمها ...وبينما كنت ازور اقاربي سمعت الخبر فانطلقت الي منزله لأتأكد من صحة الخبر فوجدت جمعا كثيرا هنالك...وهنا تأكدت من صحة الخبر....فما كان لي الا ان أقول اننا لله وانا اليه راجعون

فعلا إنها الحقيقة الكبري....انه.....الموت...نعم انه الموت .لا يعرف صغيرا وكبيرا انما لكل منا اجل معين...فإذا جاء أجلهم فلا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون....فوالله ان لم يكن الموت خير واعظ فلا داعي لكل المواعظ
كان الحسن البصري يقول(يابن ادم انما أنت أيام معدودة إذا ذهب يوم ذهب بعضك ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل)...وكأنه عقد تنفرط حباته فمع اخر حبة تخرج الروح

وهنا نتذكر قول الله تعالي (ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق.....) وهنا نقول ...بلي آن يارب....هيا لنعلنها في نفس واحد...بلي ان يارب...وليكن شعارنا وعجلت إليك ربي لترضي
وأخيرا أختم بهذه الابيات
تالله لو عاش الفتى في دهره........... ألفاً من الأعـوام مالك أمره
متلذذا فيها بكل لذيذة....................متنعما فيها بنعمي عصره
ما كان ذلك كله في أن يفي...............بمبيت أول ليلـة فـي قبره
يامن يري مد البعوض جناحها..........في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويري نياط عروقها في مخها...........والمخ في تلك العظام النحل
اغفر لجمع تاب من زلاته.............ما كان منه في الزمان الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق