ذكريات وألم

بسم الله الرحمن الرحيم

وسط ما يحدث في مصرنا الحبيبة وما يحدث في تونس وليبيا ووسط هذه الاضطرابات ووسط ما يجري من احداث وتحولات وسقوط للأنظمة العربية الفاسدة ووسط التفكير في المستقبل

راودتني ذكريات أليمة ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي فقدت أحد أعز أصدقائي ,كان من افضل اصدقائي علي الاطلاق,توفي في لمح البصر,كان بيننا لكن فجأة رحل الي عالم اخر

في اخر فترات حياته كان يسكن معي في سكن واحد فيشقة واحدة كنا نأكل معا نمشي معا نضحك معا لكن هذه المرة لم نكن معا,رحل دون ان يخبرنا بل لم يكن يعرف انه سيرحل لكن فجأة حدث ما حدث ودون تخيل ان هذا سيحدث في يوم من الايام

كانت اخر كلماته علي الفيس بوك(انا لو مت حد هيزعل عليه)؟؟...لم يكن يدرك ان بعد هذه الكلمات بفترة قصيرة سيرحل من بيننا

منذ ان ابلغت بوفاته وحتي اليوم لم اتصور انه رحل ربما اشعر بأنني افتقده لكن لا اتصور ابدا انه رحل ...عندما اري صورته او اسمع اسمه امامي ينفطر قلبي حزنا عليه,كل يوم اذهب فيه الي الكلية امر من امام بيته وكلي الم وكلي حزن علي فراقه لكن اسأل الله تعالي ان يجمعني به في مستقر رحمته

ليس موت صديق عزيز علي قلبي هو الذي يحدث كل هذا الالم وكل هذا الحزن بل لأن موته يعكس حقيقة لابد من حدوثها وهي حقيقة الموت,الموت الذي لا يميز بين صغير وكبير,لكل منا اجله فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون بالامس كان هذاالاخ بيننا واليوم هو ليس بيننا ,وغدا لا بدان يكون دورنا ,لابد اننرحلكما رحلهذا الاخ وكما رحل ملايين البشر, كيف لا وقد رحل رسولنا الحبيب(ص) ,لكن الاهم من ذلك هو ما بعد الرحيل كيف سيكون حالنا هل سنكون من اصحاب النفوس المطمئنة ام من اصحاب النفوس الخبيثة من اصحاب الوجوه الناضرة ام من اصحاب الوجوه المظلمة....نسأل الله تعالي ان يجعلنا من اصحاب النفوس المطمئنة والوجوه الناضرة من اصحاب اليمين

العدة قليلة والسفر طويل فلابد من ان نعد العدة المناسبة لهذا السفر لابد ان نتزود بالزاد المناسب لن نأخذ معنا مالا ولا جاها ولا سلطانا ولا غير ذلك.... فقط نأخذ اعمالنا التي ستكون اما شاهدة لنا او علينا اعمالنا هذه اما ستوصلنا الي نعيم دائم او الي شقاء دائم الي رحمة واسعة او الي سخط من الله والعياذ بالله......

وأخيرا نسأل الله تعالي ان يعاملنا برحمته وان يتوب علينا وان يجعلنا من عباده الصالحين وان يستعملنا ولا يستبدلنا وان يجمعنا مع النبي محمد(ص) في الفردوس الاعلي ولا يحرمنا من لذة النظر الي وجهه الكريم انه ولي ذلك والقادر عليه